جديد المدونة

جديد المدونة

الأربعاء، 13 نوفمبر 2024

النصوص : التنمية الإنسانية

 

مكون النصوص

المجزوءة: قضايا معاصرة

محور المجزوءة:  التنمية الإنسانية

الموضوع: التنمية الإنسانية ص 48

 

أولا :التأطير و الملاحظة

1-    تأطير النص

أ‌-       مدخل مفاهيمي

        يعتبر مصطلح التنمية من المصطلحات التي أصبحت تشهد رواجا كبيرا في الساحة الثقافية، وقد ارتبط مفهومها بعلم الاقتصاد، ثم اتسع ليشمل باقي المجالات الأخرى التي تهم الإنسان، وهي لفظة يتجاوز معناها اللغوي الذي يحيل على النماء والزيادة إلى الدلالة على تلك التغييرات الجذرية المحدثة في مجتمع ما لدفعه إلى التطور الذاتي المستمر بما يكفل تحسين حياة أفراده اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا وثقافيا بشكل يرقى به إلى مستوى الدول المتقدمة.

         ويبقى الإنسان هو محور التنمية البشرية وهدفَها الأساس؛ وذلك باستهداف حقوقه الإنسانية قصد توفيرها له حتى ينعم بالرفاهية والاطمئنان في الحياة التي يعيشها مثل الحرية ، الطعام ، الشراب ، اللباس، التعليم ، الصحة ، السكن ،     الضمان الاجتماعي ، حرية التعبير والاعتقاد ، المساواة ... إلى جانب تنمية طاقاته البدنية والعقلية والاجتماعية والروحية والمهارية والإبداعية..

ب‌-   صاحب النص: نادر فرجاني مفكر اجتماعي مصري، ولد عام 1944, من مؤلفاته: " هدر الإمكانيات"     و "العمالة الأجنبية في أقطار الخليج العربي " و " الهجرة إلى النفط" و " البحث عن الرزق" ...

ج‌-     مصدر النص: اقتبس عن  كتاب "احتمالات النهضة في الوطن العربي بين تقرير التنمية الإنسانية     
و مشروع الشرق الأوسط الكبير" الطبعة الأولى الصادرة سنة 2004 . ص5 و ما بعدها (بتصرف).

د-شكل النص: النص نثري يتألف من مجموعة من الفقرات.

ه-نوع النص: مقالة.

و-نمط النص: تفسيري بحمولة حجاجية.

2-ملاحظة النص

أ‌-       العنوان: التنمية الإنسانية

 + تركيبيا: مركب وصفي يتكون من موصوف ( التنمية) و صفة منسوبة (الإنسانية).

                   + دلاليا: يوحي بأن الإنسان هو محور العملية التنموية، و صانعها و المستفيد منها.

ب‌-   بداية النص: تشير إلى أن مفهوم التنمية الإنسانية يقوم على مبدأ توسيع خيارات البشر بالاعتماد على حرية الاختيار ين بدائل متاحة و ممكنة.

ج‌-     نهاية النص: تؤكد على ان غياب الحرية في مشروع التنمية، يحول دون تطور البشرية و تقدمها.

د‌-      علاقة العنوان بالبداية و النهاية: تربط بين هذه العتبات علاقة توضيح و تفسير، حيث أن بداية النص و نهايته توضحان مفهوم التنمية الإنسانية، و تفسران شروط نجاحها، و دورها في تقدم البشرية.

ه‌-      بناء الفرضية: انطلاقا من المؤشرات التي تمت ملاحظتها، نتوقع أن يتناول الكاتب في مقالته تفسير مفهوم التنمية الإنسانية، و شروط نجاحها و تطور البشرية بفضلها.

 

ثانيا: القراءة التوجيهية (فهم النص)

 

1-    الشرح السياقي: متاحة: ممكنة/ معيار: نموذج متحقق يقاس عليه/ تتنامى: تتزايد/ اطراد: تتابع سريع/ نهج: مسار، طريق/ معارج: المقصود رتب.

2-      القضية المركزية: تعالج المقالة قضية حجاجية مفادها أن التنمية الإنسانية مفهوم شامل لعملية توسيع خيارات البشر ، بالانطلاق من مقوماتها المادية و المعنوية على أساس أرضية حقوقية أساسها الحرية و الكرامة.

3-    القضايا الفرعية:

     + التنمية الإنسانية هي عملية توسيع لخيارات البشر شرط  تأمين الحرية.

     + الكرامة و المعرفة و الصحة  هي مقومات أساسية لاستحقاقات التنمية البشرية.

     + التنمية الإنسانية تقوم على أساسين: الأول مادي و الثاني معنوي.

     + الحرية شرط محوري لنجاح التنمية الإنسانية.

 

ثالثا: القراءة التحليلية

 

1-    الحقول المعجمية و الدلالية

أ‌-      توزع معجم النص بين حقلين دلاليين، يمكن رصدهما من خلال الجدول التالي:

حقل التنمية المادية

حقل التنمية المعنوية

حق أصيل في العيش الكريم  ماديا – التنعم المادي – العيش حياة طويلة و صحية – توافر الموارد اللازمة لمستوى معيشي لائق – توافر فرص للإنتاج -  الإنتاج       و فعاليات المجتمع المدني – موارد بشرية ...

حرية الاختيار – حق أصيل في العيش الكريم معنويا و جسدا و نفسا        و روحا – الرفاهية الإنسانية -  الجوانب المعنوية – التمتع بالحرية – الجمال- الكرامة الإنسانية – تحقيق الذات -  الاستمتاع باحترام الذات ...

ب‌-   العلاقة القائمة بين الحقلين الدلاليين: تقوم العلاقة بين الحقلين الترابط و التكامل بحيث أن الجانب المعنوي للتنمية هو أساس التنمية المادية.

2-    البنية الحجاجية في النص

أ‌-       الخطاطة الحجاجية:

+ الأطروحة: تقوم التنمية الإنسانية على البعدين المادي و المعنوي.

+ الأطروحة النقيض: تقتصر التنمية الإنسانية على البعد المادي فقط، و هي المسماة بالتنمية البشرية.

+ نتيجة الحجاج: إن التنمية الإنسانية ببعديها المادي و المعنوي لا تتحقق إلا بفضل الحرية.

ب‌-  الأساليب الحجاجية المنطقية: اعتمد الكاتب أساليب تفسيرية بحمولة حجاجية منطقية تتمثل في ما يلي:

+ أسلوب التعريف: يقوم مفهوم التنمية الإنسانية على أنها: عملية توسيع خيارات البشر.

+ أسلوب الشرح و التفسير : نتوقف هنا لتبيان مركزية الحرية في ...

+ أسلوب المقارنة: بعض الكتابات النظرية الأحدث تساوي بين التنمية و الحرية ...

+ أسلوب التمثيل:  استقر أن الكائن البشري الغني، مثلا لا يعد ...

+ أسلوب الاستنتاج: للبشر إذن حق أصيل في العيش الكريم / التنمية إذن ... / و عليه، فإن أي مفهوم للتنمية....

+ الترتيب: الأولى.../ الثانية.... / الأول ..../ الثاني....

+ الاستشهاد: و بحسب تقرير التنمية البشرية العالمي، فإن أحقيات البشر .../ و إن الاستحقاقات الثلاثة الأساسية في نظر تقرير التنمية البشرية العالمي، هي " العيش...."          

ج‌-     الأساليب الحجاجية اللغوية: و تتمثل فيما يلي:

+ أسلوب التوكيد: إن الاستحقاقات الثلاثة .../ إن أي مفهوم للتنمية ...

+ أسلوب الإضراب: بل تتعداه إلى استحقاقات إضافية

+ أسلوب النفي: لا يقتصر... / لا تقف عند هذا الحد / ليست مجرد تنمية موارد بشرية .../ لا يرقى../ لا يعد ...

+ أسلوب الاستدراك: و لكن عند أي من مستويات التنمية ...

+ أسلوب القصر: ... و إنما هي نهج أصيل للإنسانية...

      د – منهجية بناء النص و عرض أفكاره:

           اعتمد الكاتب منهجا استنباطيا، حيث انتقل من العام إلى الخاص، مستهلا مقالته الحجاجية بتحديد مفهوم التنمية الإنسانية  باعتبارها عملية توسيع لخيارات البشر، مؤكدا على شرط الحرية، و مستعرضا في تحليله و مناقشته إبراز مستويات التنمية الإنسانية في بعديها المادي و المعنوي، قبل أن يختتم بالتأكيد مرة أخرى على أنه لا تنمية إنسانية من دون الحرية.

3- لغة النص و وظيفتها:

وظف الكاتب في مقالته لغة تقريرية تتناسب و نوع النص و موضوعه، و تقوم على هيمنة الجمل الخبرية، هدفها التوضيح و التفسير و الإقناع،      و بالتالي فهي خالية من الصور البلاغية القابلة للتأويل.

4-     الخطاطة التواصلية:

أ‌-       المرسل: الكاتب المصري نادر الفرجاني

ب‌-   المرسل إليه: القارئ بصفة عامة، والقارئ العربي بصفة خاصة.

ج‌-     الرسالة: توسيع مجال التنمية الإنسانية لتجمع بين الجانب المادي و الجانب المعنوي.

 

رابعا: تركيب النص

 

         يطرح الكاتب نادر فرجاني قضية التنمية الإنسانية، مبرزا دور الحرية في نجاحها، مؤكدا على ضرورة تجاوز الحد الأدنى من الحقوق لتشمل الرفاهية الإنسانية و كرامة الإنسان. و قد وظف الكاتب في ذلك حقلين دلاليين : حقل دال على التنمية المادية ، و آخر دال على التنمية المعنوية.

        و قد توسل الكاتب في مقالته ببنية حجاجية متنوعة، و لغة تقريرية واضحة الألفاظ و المعاني، و كل ذلك لغاية الدفاع عن موقفه و إقناع المتلقي به. 

 

مدرسكم يرجو الله لكم التوفيق و النجاح

 

ليست هناك تعليقات: