مكون النصوص
محور المجزوءة: الخطاب الصحفي
الموضوع: مجتمع مدني فعال في المغرب
أولا: عتبات القراءة |
1- تأطير النص:
أ – تقديم مفاهيمي: تعريف الخطاب الصحفي: هو نشاط تواصلي موضوعه
الخبر، تحكمه شروط أخلاقية و مهنية تفرض عيله الأمانة و الموضوعية، كما أنه يعالج
الخبر بالشرح و التحليل و النقد، و قيمة الخبر تكمن في صحته و مطابقته للواقع،
و يتم عرض الخبر بالاعتماد على الإثارة الشكلية
و المضمونية في نقل الأحداث.
و يعتمد الخطاب الصحفي لغة مباشرة، تتسم بالبساطة و الوضوح في عرض الأفكار لأنه يخاطب الجمهور على اختلاف مستوياتهم، و يحرص على الإيجاز في الكلام بدل الإطناب فيه.
ب- صاحب النص: عبد الكريم غلاب كاتب صحفي و
أديب و مؤرخ و سياسي مغربي، ولد عام 1919 بفاس، أسهم في إناء المكتبة
العربية بالعديد من الكتابات توزعت بين الرواية و القصة القصيرة و الدراسات
الأدبية و السياسية. توفي عام 2017 .
ج - مصدر النص: أخذ من مقالة بعنوان ((مجتمع مدني فعال في المغرب)) صادرة
بمجلة آفاق العدد الرابع لسنة 1992 . الصفحة 196 و ما بعدها بتصرف.
د- نوع
النص: عبارة عن مقال صحفي ذو بعد فكري.
ه- نمط النص: تفسيري حجاجي.
ملاحظة النص
أ- قراءة في العنوان:
+ تركيبيا: مركب إسنادي جملة اسمية حذف
المبتدأ فيها، و الخبر "مجتمع" جاء موصوفا بصفتين " مدني" و "فعال" ،و مرتبطا بجار و مجرور " في
المغرب" للإشارة إلى المكان.
+ دلاليا: يحيل على مدى حضور المجتمع المدني
بمختلف أنواعه و بطريقة نشطة و فعالة في المغرب من أجل ترسيخ قيم المواطنة و حقوق
الإنسان في المغرب .
ب- بداية النص: يعرف
الكاتب المجتمع المدني من زاوية التطور و التقدم الذي تعرفه دول العالم الثالث.
ج- نهاية النص: يؤكد
الكاتب إيمانه بأن المجتمع المدني بناء مستقبلي يتحقق بالنضال المستمر، و ليس سلعة
للتداول و البيع.
ب - علاقة
العنوان بالفقرة الأولى: بعد قراءة العنوان و الفقرة الأولى، نلاحظ أن العلاقة
بينهما علاقة توضيحية و تفسيرية، إذ تقدم الفقرة الأولى توضيحا و تفسيرا لمفهوم المجتمع المدني،
و أهليته لأن يكون فعالا في وضعية الحركية
و التطور الذي يشهدها المغرب
2- بناء فرضية النص
انطلاقا من
العنوان و الفقرتين الأولى و الأخيرة، نفترض أن موضوع النص يتناول مفهوم المجتمع
المدني بشكل عام، و كيفية تشكله المجتمع المغرب و دوره في بناء أسس الديموقراطية و
التقدم.
ثانيا: فهم النص |
1- الشرح السياقي
+ مجتمع مدني: مجتمع تسود فيه قيم المواطنة و حقوق الإنسان و سيادة
القانون.
+ مواثيق: عهود.
+ النعرة القبلية: ظاهرة التمييز و التفرقة داخل مجتمع
ما.
+ استيلاب فكري:
فقد للخصوصية و تبعية للآخر.
+ الإيديولوجية: مجموع الأفكار و الآراء و التمثلات
المرتبطة بسلطة ما.
2- القضية المركزية: يتناول
المقال الصحفي مفهوم المجتمع المدني و آليات بنائه في المغرب، في انسجام مع ما
يحكمه من قيم الديموقراطية و سيادة القانون و احترام المواثيق الدولية.
3- القضايا الأساسية:
+ تحديد مفهوم المجتمع المدني في ارتباط بالتغيير و التطور الذي
يشهده المجتمع في العالم الثالث.
+ أسس بناء مجتمع مدني فعال المتمثلة في احترام القيم
الديموقراطية و سيادة القانون و و المساواة.
+ تبني الفكر الحر و التسامح و الاعتدال من طرف الشباب،
و البعد عن الصراعات الفكرية و المذهبية من مظاهر تفتح المجتمع المدني المغربي..
+ نضال الشعب المغربي و وعيه بالمسؤولية القانونية، ساهم في تحقيق على مستوى المجتمع المدني و التنمية.
ثالثا: تحليل النص |
1- معجم النص
أ- حقول النص الدلالية: يتألف
معجم النص من حقلين دلاليين، يمكن رصد الألفاظ و العبارات الدالة عليهما من خلال
الجدول التالي:
الحقل الاجتماعي |
الحقل الفكري |
المجتمع المدني –
مجتمع عربي –أطراف المجتمع – السلطة – الشعب – الشرائح – الأمية – النعرة
القبلية – الجهوية – الشباب – الشرائح الاجتماعية - .. |
المصطلحات - استيلاب فكري -العجز الفكري – الآراء –
النظريات – الاتجاهات الفكرية – الفكر – حرية الفكر – ديموقراطي ... |
ب- العلاقة القائمة بين الحقلين
الدلاليين: تتخذ العلاقة بين الحقلين شكل التداخل و الترابط من جهة، و شكل التفاعل
بين التأثير و التأثر م ن جهة أخرى بحيث أن التفتح الفكري لا يتم إلا بتقدم
المجتمع و ازدهاره، و في المقابل، كلما تراجع الفكر و تحجر، و اندحر المجتمع و
تأخر.
2- منهجية النص(طريقة بناءه و
عرض مضمونه):
اعتمد الكاتب في بناء النص و عرض مضمونه منهجا استنباطيا
انطلق فيه من مقدمة حدد فيها مفهوم المجتمع المدني بصفة عامة، و عرض شرح فيه، و
فسر آليات بنائه و تشكله في المغرب بصفة خاصة، منهيا حديثه عن أهمية نضال
الأجيال القادمة في إقامة مجتمع مدني فعال.
3- البنية الحجاجية في النص:
أ - حجج النص:
تنوعت الحجج في هذا المقال، بقصد التأثير و الإقناع في
المتلقي، كما يلي:
+ الحجة
الأدبية: المجتمع المدني اصطلاح ربما كان جديدا من بين المصطلحات التي تستعمل في
العربية لتحديد مجتمع عربي أو مجتمع من العالم الثالث.
+ الحجة العقلية
المنطقية: من هذه المنطلقات يمكن القول أن أقول: إن المغرب من بين البلاد التي
يمكن أن ينجح فيها أن ينجح فيها تكوين مجتمع مدني.
+ الحجة
التاريخية: قبل ثلث قرن كانت العوائق تقف في وجه تفتح شعب المغرب على العصر
الحديث.
+ الحجة
العلمية: إن شعبه متفتح و قريب جغرافيا و فكريا من شعوب متفتحة.
+ الحجة الواقعية:
إن المجتمع تفتح على نظام حكم ديموقراطي يسوده القانون.
لقد وظف الكاتب هذه الحجج المتنوعة ليؤكد أطروحته في قضية إمكانية المغرب لأن يكون مجتمعا مدنيا فعالا.
ب - أساليب النص الحجاجية:
اعتمد الكاتب أساليب حجاجية تتمثل في ما يلي:
+ أسلوب التعريف: تحديد مفهوم المجتمع المدني في الفقرة
الأولى من النص.
+ أسلوب المقارنة: مقارنة بين المغرب و البلدان
الإفريقية الأخرى، و المجتمع المدني بالنظام القبلي و العرقي و الطائفي ...
+ أسلوب الشرح و التفسير: شرح و تفسير مفهوم المجتمع
المدني.
+ أسلوب التمثيل: تقديم أمثلة عن الطوائف و النظريات و
بلدان العالم الثالث.
+ أسلوب الاستنتاج: استنتاج فكرة في آخر النص ترتبط
ببناء المجتمع المدني: حيث قال الكاتب: (و بعد، فالمجتمع المدني في العالم
الثالث ليس بضاعة جاهزة....).
كما وظف أساليب أخرى كالتوكيد و النفي و الاستدراك
لتعزيز فكرته.
ج - الروابط اللغوية في بناء النص:
يمكن تصنيف الروابط اللغوية الموظفة في النص على الشكل
الآتي:
أ-
روابط التوكيد: إن – أن ..
ب -
روابط النفي: ل – لا – ليس ...
ج- روابط الاستدراك: لكن
...
د –
روابط الإضراب: بل ...
ه –
روابط الإضافة: ثم – إضافة إلى – أيضا ...
و –
روابط الاستنتاج: و منه – و بعد – لذلك...
و هذه
الروابط تعمل على تقوية البنية الحجاجية في النص من جهة، و تعزيز تماسكه و انسجام
أفكاره من جهة ثانية.
6- لغة النص و وظيفتها:
وظف الكاتب في مقالته لغة تقريرية تتناسب مع نوع النص و
موضوعه، و تقوم على هيمنة الجمل الخبرية الطويلة، هدفها التوضيح و التفسير و
الإقناع، و بالتالي فهي خالية من الصور البلاغية القابلة للتأويل.
7- التصميم المنهجي لموضوع المقالة.
+
المقدمة: تحديد مفهوم المجتمع المدني.
+ العرض: - تحديد خصائص المجتمع المدني و اختلافه عن المجتمع غير المدني.
-إعطاء المغرب نموذجا لمجتمع مؤهل لأن يكون مجتمعا مدنيا فعالا.
+
الخاتمة: المجتمع المدني في المغرب جاء بعد تراكمات تاريخية، و لن يتم بناؤه بناء
فعالا غلا بمواصلة النضال عبر الأجيال.
رابعا: تركيب النص |
يندرج مقال الكاتب المغربي عبد الكريم غلاب الموسوم بعنوان " مجتمع مدني فعال في المغرب"ضمن محور الخطاب الصحفي حيث حدد و ناقش فيه مفهوم المجتمع المدني في المغرب، باعتباره هيئة مسؤولة تسودها قيم الديموقراطية ىىو المواطنة و العدالة الاجتماعية، مؤكدا على أن المغرب له قابلية و قدرة على تكوين مجتمع مدني فعال من خلال موقعه الجغرافي و مؤهلات شبابه و قدرتهم على تجاوز مختلف العقبات و العراقيل الفكرية و العقدية، بحكم انفتاحهم و استعدادهم للنضال من أجل إرساء دعائم الازدهار و التقدم في بلدهم.
و قد توسل الكاتب في مناقشة كل ذلك بمنهج استنباطي، انطلق فيه من العام إلى الخاص، منوعا في البنية الحجاجية و الأساليب و الروابط الحجاجية بغرض الإقناع، علاوة على لغة تقريرية تهيمن علها الجمل الخبرية الطويلة، بغية التوضيح و البعد عن الغموض.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق