جديد المدونة

الأربعاء، 13 نوفمبر 2024

النصوص: مجتمع مدني فعال في المغرب

 

مكون النصوص

المجزوءة: أنواع الخطاب

محور المجزوءة: الخطاب الصحفي

الموضوع: مجتمع مدني فعال في المغرب

 

أولا: عتبات القراءة

 

1-    تأطير النص:

      أ – تقديم مفاهيمي:  تعريف الخطاب الصحفي: هو نشاط تواصلي موضوعه الخبر، تحكمه شروط أخلاقية و مهنية تفرض عيله الأمانة و الموضوعية، كما أنه يعالج الخبر بالشرح و التحليل و النقد، و قيمة الخبر تكمن في صحته و مطابقته للواقع،

 و يتم عرض الخبر بالاعتماد على الإثارة الشكلية و المضمونية في نقل الأحداث.

و يعتمد الخطاب الصحفي لغة مباشرة، تتسم بالبساطة و الوضوح في عرض الأفكار لأنه يخاطب الجمهور على اختلاف مستوياتهم، و يحرص على الإيجاز في الكلام بدل الإطناب فيه.

      ب- صاحب النص: عبد الكريم غلاب كاتب صحفي و  أديب و مؤرخ و سياسي مغربي، ولد عام 1919 بفاس، أسهم في إناء المكتبة العربية بالعديد من الكتابات توزعت بين الرواية و القصة القصيرة و الدراسات الأدبية و السياسية. توفي عام 2017  .

     ج - مصدر النص: أخذ من مقالة بعنوان ((مجتمع مدني فعال في المغرب)) صادرة بمجلة آفاق العدد الرابع لسنة 1992 . الصفحة 196 و ما بعدها بتصرف.

    د- نوع النص: عبارة عن مقال صحفي ذو بعد فكري.

    ه- نمط النص: تفسيري حجاجي.

     ملاحظة النص

أ‌-       قراءة في العنوان:

    + تركيبيا: مركب إسنادي جملة اسمية حذف المبتدأ فيها، و الخبر "مجتمع" جاء موصوفا بصفتين " مدني"          و "فعال" ،و مرتبطا بجار و مجرور " في المغرب" للإشارة إلى المكان.

    + دلاليا: يحيل على مدى حضور المجتمع المدني بمختلف أنواعه و بطريقة نشطة و فعالة في المغرب من أجل ترسيخ قيم المواطنة و حقوق الإنسان في المغرب .

ب‌-   بداية النص: يعرف الكاتب المجتمع المدني من زاوية التطور و التقدم الذي تعرفه دول العالم الثالث.

ج‌-     نهاية النص: يؤكد الكاتب إيمانه بأن المجتمع المدني بناء مستقبلي يتحقق بالنضال المستمر،       و ليس سلعة للتداول و البيع.

ب - علاقة العنوان بالفقرة الأولى: بعد قراءة العنوان و الفقرة الأولى، نلاحظ أن العلاقة بينهما علاقة توضيحية        و تفسيرية، إذ تقدم  الفقرة  الأولى توضيحا و تفسيرا لمفهوم المجتمع المدني، و أهليته لأن يكون فعالا  في وضعية الحركية و التطور الذي يشهدها المغرب 

2-    بناء فرضية النص

    انطلاقا من العنوان و الفقرتين الأولى و الأخيرة، نفترض أن موضوع النص يتناول مفهوم المجتمع المدني بشكل عام، و كيفية تشكله المجتمع المغرب و دوره في بناء أسس الديموقراطية و التقدم.

 

ثانيا: فهم النص

 

1-    الشرح السياقي

+ مجتمع مدني: مجتمع تسود فيه قيم المواطنة و حقوق الإنسان و سيادة القانون.

+ مواثيق: عهود.

+ النعرة القبلية: ظاهرة التمييز و التفرقة داخل مجتمع ما.

+ استيلاب فكري:  فقد للخصوصية و تبعية للآخر.

+ الإيديولوجية: مجموع الأفكار و الآراء و التمثلات المرتبطة بسلطة ما.

2-     القضية المركزية: يتناول المقال الصحفي مفهوم المجتمع المدني و آليات بنائه في المغرب، في انسجام مع ما يحكمه من قيم الديموقراطية و سيادة القانون و احترام المواثيق الدولية.

3-    القضايا الأساسية:

+ تحديد مفهوم المجتمع المدني في ارتباط بالتغيير و التطور الذي يشهده المجتمع في العالم الثالث.

+ أسس بناء مجتمع مدني فعال المتمثلة في احترام القيم الديموقراطية و سيادة القانون و و المساواة.

+ تبني الفكر الحر و التسامح و الاعتدال من طرف الشباب، و البعد عن الصراعات الفكرية و المذهبية من مظاهر تفتح المجتمع المدني المغربي..

+ نضال الشعب المغربي و وعيه بالمسؤولية القانونية، ساهم في تحقيق على مستوى المجتمع المدني       و التنمية. 

ثالثا: تحليل النص

1-    معجم النص

أ‌-       حقول النص الدلالية: يتألف معجم النص من حقلين دلاليين، يمكن رصد الألفاظ و العبارات الدالة عليهما من خلال الجدول التالي:

الحقل الاجتماعي

الحقل الفكري

المجتمع المدني – مجتمع عربي –أطراف المجتمع – السلطة – الشعب – الشرائح – الأمية – النعرة القبلية – الجهوية – الشباب – الشرائح الاجتماعية - ..

المصطلحات - استيلاب فكري -العجز الفكري – الآراء – النظريات – الاتجاهات الفكرية – الفكر – حرية الفكر – ديموقراطي ...

ب‌-  العلاقة القائمة بين الحقلين الدلاليين: تتخذ العلاقة بين الحقلين شكل التداخل و الترابط من جهة،        و شكل التفاعل بين التأثير و التأثر م ن جهة أخرى بحيث أن التفتح الفكري لا يتم إلا بتقدم المجتمع       و ازدهاره، و في المقابل، كلما تراجع الفكر و تحجر، و اندحر المجتمع و تأخر. 

2-     منهجية النص(طريقة بناءه و عرض مضمونه):

اعتمد الكاتب في بناء النص و عرض مضمونه منهجا استنباطيا انطلق فيه من مقدمة حدد فيها مفهوم المجتمع المدني بصفة عامة، و عرض شرح فيه، و فسر آليات بنائه و تشكله في المغرب بصفة خاصة، منهيا حديثه عن أهمية نضال الأجيال القادمة في إقامة مجتمع مدني فعال.

3-    البنية الحجاجية في النص:

أ - حجج النص:

تنوعت الحجج في هذا المقال، بقصد التأثير و الإقناع في المتلقي، كما يلي:

 + الحجة الأدبية: المجتمع المدني اصطلاح ربما كان جديدا من بين المصطلحات التي تستعمل في العربية لتحديد مجتمع عربي أو مجتمع من العالم الثالث.

 + الحجة العقلية المنطقية: من هذه المنطلقات يمكن القول أن أقول: إن المغرب من بين البلاد التي يمكن أن ينجح فيها أن ينجح فيها تكوين مجتمع مدني.

 + الحجة التاريخية: قبل ثلث قرن كانت العوائق تقف في وجه تفتح شعب المغرب على العصر الحديث.

 + الحجة العلمية: إن شعبه متفتح و قريب جغرافيا و فكريا من شعوب متفتحة.

 + الحجة الواقعية: إن المجتمع تفتح على نظام حكم ديموقراطي يسوده القانون.

لقد وظف الكاتب هذه الحجج المتنوعة ليؤكد أطروحته في قضية إمكانية المغرب لأن يكون مجتمعا مدنيا فعالا.

    ب -     أساليب النص الحجاجية:

اعتمد الكاتب أساليب حجاجية تتمثل في ما يلي:

+ أسلوب التعريف: تحديد مفهوم المجتمع المدني في الفقرة الأولى من النص.

+ أسلوب المقارنة: مقارنة بين المغرب و البلدان الإفريقية الأخرى، و المجتمع المدني بالنظام القبلي   و العرقي و الطائفي ...

+ أسلوب الشرح و التفسير: شرح و تفسير مفهوم المجتمع المدني.

+ أسلوب التمثيل: تقديم أمثلة عن الطوائف و النظريات و بلدان العالم الثالث.

+ أسلوب الاستنتاج: استنتاج فكرة في آخر النص ترتبط ببناء المجتمع المدني: حيث قال الكاتب:  (و بعد، فالمجتمع المدني في العالم الثالث  ليس بضاعة جاهزة....).

كما وظف أساليب أخرى كالتوكيد و النفي و الاستدراك لتعزيز فكرته.

     ج - الروابط اللغوية في بناء النص:

 يمكن تصنيف الروابط اللغوية الموظفة في النص على الشكل الآتي:

أ‌-       روابط التوكيد: إن – أن ..

ب - روابط النفي: ل – لا – ليس ...

ج‌-     روابط الاستدراك: لكن ...

د – روابط  الإضراب: بل ...

ه – روابط الإضافة: ثم – إضافة إلى – أيضا ...

و – روابط الاستنتاج: و منه – و بعد – لذلك...

و هذه الروابط تعمل على تقوية البنية الحجاجية في النص من جهة، و تعزيز تماسكه و انسجام أفكاره من جهة ثانية.

6-    لغة النص و وظيفتها:

وظف الكاتب في مقالته لغة تقريرية تتناسب مع نوع النص و موضوعه، و تقوم على هيمنة الجمل الخبرية الطويلة، هدفها التوضيح و التفسير و الإقناع، و بالتالي فهي خالية من الصور البلاغية القابلة للتأويل.

7-    التصميم المنهجي لموضوع المقالة.

+ المقدمة: تحديد مفهوم المجتمع المدني.

+ العرض:  - تحديد خصائص المجتمع المدني و اختلافه عن المجتمع غير المدني.

                 -إعطاء المغرب نموذجا لمجتمع مؤهل لأن يكون مجتمعا مدنيا فعالا.

+ الخاتمة: المجتمع المدني في المغرب جاء بعد تراكمات تاريخية، و لن يتم بناؤه بناء فعالا غلا بمواصلة النضال عبر الأجيال.

رابعا: تركيب النص

         يندرج مقال الكاتب المغربي عبد الكريم غلاب الموسوم بعنوان " مجتمع مدني فعال في المغرب"ضمن محور الخطاب الصحفي حيث حدد و ناقش فيه مفهوم المجتمع المدني  في المغرب، باعتباره هيئة مسؤولة تسودها قيم الديموقراطية ىىو المواطنة و العدالة الاجتماعية، مؤكدا على أن المغرب له قابلية و قدرة على تكوين مجتمع مدني فعال من خلال موقعه الجغرافي و مؤهلات شبابه و قدرتهم على تجاوز مختلف العقبات    و العراقيل الفكرية و العقدية، بحكم انفتاحهم و استعدادهم للنضال من أجل إرساء دعائم الازدهار و التقدم في بلدهم.

  و قد توسل الكاتب في مناقشة كل ذلك بمنهج استنباطي، انطلق فيه من العام إلى الخاص، منوعا في البنية الحجاجية و الأساليب و الروابط الحجاجية بغرض الإقناع، علاوة على لغة تقريرية تهيمن علها الجمل الخبرية الطويلة، بغية التوضيح و البعد عن الغموض.

ليست هناك تعليقات: