مكون النصوص
المجزوءة: قضايا معاصرة
المحور: الإنسان و التكنولوجيا
الموضوع: التكنولوجيا و الثقافة ص 60
أولا :التأطير و الملاحظة |
1- تأطير النص
أ-
مدخل مفاهيمي: التكنولوجيا هي تطبيق المعرفة العلمية في
شتى مجالات الإنتاج و الحياة، و هي عامل متغير مع الزمان، تتطور كما و نوعا من
خلال الخبرة العلمية. و قد أصبحت مطلبا أساسيا لتحقيق التقدم، و توفير منافع
للإنسان، و لكنها من جانب آخر تساهم في تدمير البشرية، عن طريق إنتاج وسائل جديدة للحرب و التدمير. فإذا
كانت التكنولوجيا قد هيأت وسائل التقدم
الهائل، فإنها ساهمت في تدهور سريع في القيم الاجتماعية و الثقافية و
الأخلاقية.
ب - صاحب النص: المهدي المنجرة باحث و مفكر و كاتب مغربي ولد عام 1933
بالرباط، تخصص في الدراسات المستقبلية، من مؤلفاته : "نظام الأمم المتحدة
" و " الحرب الحضارية الأولى" و " قيمة القيم" و "
حوار التواصل " ...
ج- مصدر النص: أخذ من
كتاب "حوار التواصل من أجل حوار معرفي عادل" الصادر عن دار وليلي
للطباعة و النشر الطبعة السادسة سنة 2000
. ص5 و ما بعدها (بتصرف).
د-شكل النص: النص نثري يتألف من مجموعة من الفقرات.
ه-نوع النص و نمطه : مقالة حجاجية.
2-ملاحظة
النص
أ-
العنوان: مركب عطفي يتكون من اسم معطوف ( الثقافة) و اسم
معطوف عليه (التكنولوجيا). و يوحي بالعلاقة القائمة بين التكنولوجيا باعتباره علم
التقنية الحديثة و الثقافة باعتبارها إرثا إنسانيا قديما متجددا عبر التاريخ، و هما معا من إنتاج الإنسان، و
يتفاعلان بشكل واضح في العصر الراهن مع هيمنة سلطة التكنولوجيا على عناصر الثقافة
ب-
بداية النص: تشير إلى أن مشكلة التقدم التكنولوجي لن
يعالجها استيراد التقنيات الأجنبية و إدخال العلوم التطبيقية الجاهزة .
ج-
نهاية النص: تؤكد على أن غياب الحقوق و الحريات العامة
هو سبب هجرة القدرات العلمية و الفنية إلى الغرب.
د-
علاقة العنوان بالبداية و النهاية: تربط بين هذه العتبات
علاقة توضيح و تفسير، حيث أن بداية النص و نهايته توضحان و تفسران العلاقة القائمة
بين التكنولوجيا و مكونات الثقافة.
ه-
بناء الفرضية: انطلاقا من المؤشرات التي تمت ملاحظتها،
نتوقع أن يتناول الكاتب في مقالته مفهوم التكنولوجيا و تفسير علاقته بالثقافة.
ثانيا: القراءة التوجيهية (فهم النص) |
1- الشرح السياقي: التكنولوجيا
: علم التقنية / تستحث : تسرع / الابتكار : الإبداع/ استيعاب : فهم و إدراك /
أدمغته: أطره العلمية العالية الكفاءة.
2- القضية المركزية: تعالج
المقالة قضية حجاجية مفادها تفسير العلاقة بين التكنولوجيا و مكونات الثقافة، و
ضرورة حماية خصوصيات الثقافة أمام سلطة علوم التقنية الحديثة.
3- القضايا الفرعية:
+ التقدم لا يتحقق
باستيراد التقنيات فقط، بل لا بد من فسح المجال للإبداع و الدعم الثقافي و
الاجتماعي.
+ العلم و
التقنية من المكونات العضوية في الثقافة يجب دمجهما في البيئة الثقافية التي
ينتميان لها و العمل على تجديدها.
+ عدم
إمكانية نقل التكنولوجيا إلا باكتساب المعرفة و تنشيط الابتكار وفق النسق الثقافي
السائد.
+ اليابان
نموذج لنجاح استيراد التكنولوجيا بواسطة التحليل و إعادة التركيب بما يتماشى مع
خصوصياتها الثقافية.
+ الإرادة
السياسية و ضمان الحرية من الأسباب الكفيلة لإسهام الشباب العربي المسلم في
الإبداع التكنولوجي و وقف نزيف الهجرة إلى الخارج.
ثالثا: القراءة التحليلية |
1- الحقول المعجمية و
الدلالية
أ-
توزع معجم النص بين حقلين دلاليين، يمكن رصدهما من خلال
الجدول التالي:
حقل التقنية |
حقل الثقافة |
التقدم التكنولوجي –
التقنيات – العلوم التطبيقية – العلم و التقنية الجديدة – التجديد – الإبداع
– نقل العلوم – نقل التكنولوجيا – المنتج التكنولوجي - التقنية – الابتكار – الإبداع التكنولوجي –
كبار المتخصصين في المراكز التكنولوجية ... |
المكونات العضوية في
الثقافة – البيئة الثقافية – اكتساب المعرفة – نسق ثقافي – القيم الثقافية –
الفكر العلمي – انصهار العلم و الثقافة – القيم المجتمعية – الخصوصية اليابانية –
ذوق الإنسان الياباني في الحياة – المواهب العلمية و الفنية – القدرات العلمية و الفنية – عرب مسلمون – الحقوق – الحريات
العامة ... |
ب-
العلاقة القائمة بين الحقلين الدلاليين: تقوم العلاقة بين
الحقلين على الترابط و التفاعل، بحيث أن المشروع التكنولوجي يحتضنه النسق الثقافي
من جهة، و التكنولوجيا تحاول أن تمارس سلطتها على مكونات الثقافة بفضل ما توفره
للإنسان في مجالات حياته من جهة أخرى.
2- البنية الحجاجية في
النص
أ-
الخطاطة الحجاجية:
+ الأطروحة: تبني التكنولوجيا سبيل لتحقيق التقدم و التنمية.
+ الأطروحة النقيض: نقل التكنولوجيا و استيرادها يحد من
الخلق و الإبداع .
+ نتيجة الحجاج: الإرادة السياسية و احترام الحريات، و
توفير البيئة الثقافية الملائمة من أهم شروط التمكن من التكنولوجيا.
ب- الأساليب الحجاجية
المنطقية: اعتمد الكاتب أساليب تفسيرية بحمولة حجاجية منطقية تتمثل في ما يلي:
+ أسلوب الشرح و التفسير : و نفهم من هذا أن أكبر كذبة
هي ما يسمى بنقل العلوم و التكنولوجيا/ فما يتم نقله...هو مجرد مواد عفّى عليها
الزمن../ و هذا ما أسميه بانصهار العلم و الثقافة...
+ أسلوب الاستشهاد: إن اليابانيين سلكوا في استيراد التكنولوجيا
مسلكا فريدا بحيث اتجهوا إلى تحليل المواد المستوردة بهدف فهم آلياتها...
+ أسلوب الاستنتاج: فهناك إذن إبداع ذاتي....
+ أسلوب التعليل:...لأنهما نتاج نسق ثقافي/ و لهذا نجد
أن اليابانيين بالرغم مما يشاع عنهم لم ينقلوا التكنولوجيا.
ج-
الأساليب الحجاجية اللغوية: و تتمثل فيما يلي:
+ أسلوب التوكيد: إن مشكلة التقدم التكنولوجي.../ إن الأمر الأساس
.../ إن العلم و التقنية ../ إن اليابانيين سلكوا في استيراد ...
+ أسلوب الإضراب: ... بل القيم الثقافية هي المحرك
الأساس...
+ أسلوب النفي: لا يمكن... / ليس هناك شيء..
+ أسلوب الشرط: و بدون هذا الإبداع الذاتي لا يمكن
التحدث عن التكنولوجيا...
+ أسلوب الحصر: ...فلا يمكن للتقدم أن يتحقق...إلا
بالإبداع و الدعم/و هما لا يصبحان مرتبطين ...إلا إذا تم دمجهما..
+ أسلوب الإضافة: فضلا عن استيراد الفنيين...
د – منهجية
بناء النص و عرض أفكاره: اعتمد الكاتب منهجا استنباطيا، حيث انتقل من العام إلى
الخاص، مستهلا مقالته الحجاجية بسلبيات استيراد التكنولوجيا، و انتقل إلى عرض
الجوانب الجزئية للقضية فيما يخص النسق الثقافي و الإبداع و التقنية، ثم اختتم
مقالته بإبراز شروط نجاح استيراد التكنولوجيا في العالم الربي الإسلامي.
3-
لغة النص و وظيفتها: وظف الكاتب في مقالته لغة تقريرية تتناسب و نوع النص و
موضوعه، و تقوم على هيمنة الجمل الخبرية، هدفها التوضيح و التفسير و الإقناع، و بالتالي فهي خالية من
الصور البلاغية القابلة للتأويل.
4- الخطاطة التواصلية:
أ-
المرسل: الكاتب المغربي المهدي المنجرة.
ب- المرسل إليه: القارئ
بصفة عامة، والقارئ العربي بصفة خاصة.
ج-
الرسالة: شروط نجاح استيراد التكنولوجيا في العالم
العربي الإسلامي .
رابعا: تركيب النص |
ينتقد الكاتب في
مقالته الحجاجية خرافة نقل التكنولوجيا بالشكل الإسقاطي باعتبارها تضلل فهمنا
للعلاقة بين العلم و التكنولوجيا من جهة، و بينها و بين انساق القيم من جهة أخرى،
فنقل التكنولوجيا إلى الدول النامية ينحصر بكل بساطة في شراء أدوات و آلات و فتح
المجال أمام مشاريع. و يبقى ذلك مجرد
إجراء شكلي يعمق الهوة بين الدول المصنعة و تلك الدول السائرة على طريق النمو،
طالما لم تستع هذه الأخيرة تفكيك آليات التكنولوجيا و إعادة تركيبها و شحنها بقيم
أخرى علمية و تقنية و ثقافية تسمح بالتعددية الإبداعية، و تضمن مشاركة الدول
النامية في بناء المشهد الحضاري العالمي باعتبارها دولا ذات الصلة. و قد توسل
الكاتب بمنهجية استنباطية و لغة تقريرية مشبعة بأساليب حجاجية منطقية و أخرى لغوية
باستثناء بعض الومضات الجميلة المشرقة حين تنزاح اللغة عن مدلولها المباشر دون أن
تفقد وظيفتها الإفهامية الدقيقة و الإقناعية، كما وظف معجما يتوزع بين حقلي
التكنولوجيا و الثقافة، و دلالات التنويه و الانتقاد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق