جديد المدونة

الثلاثاء، 10 ديسمبر 2024

النصوص: التكنولوجيا و الثقافة ص 60

 

مكون النصوص    

المجزوءة: قضايا معاصرة 

    المحور: الإنسان و التكنولوجيا

  الموضوع: التكنولوجيا و الثقافة ص 60


أولا :التأطير و الملاحظة

1-      تأطير النص

أ‌-        مدخل مفاهيمي: التكنولوجيا هي تطبيق المعرفة العلمية في شتى مجالات الإنتاج و الحياة، و هي عامل متغير مع الزمان، تتطور كما و نوعا من خلال الخبرة العلمية. و قد أصبحت مطلبا أساسيا لتحقيق التقدم، و توفير منافع للإنسان، و لكنها من جانب آخر تساهم في تدمير البشرية، عن  طريق إنتاج وسائل جديدة للحرب و التدمير. فإذا كانت التكنولوجيا قد هيأت وسائل التقدم  الهائل، فإنها ساهمت في تدهور سريع في القيم الاجتماعية و الثقافية و الأخلاقية.

        ب - صاحب النص: المهدي المنجرة باحث و مفكر و كاتب مغربي ولد عام 1933 بالرباط، تخصص في الدراسات المستقبلية، من مؤلفاته : "نظام الأمم المتحدة " و " الحرب الحضارية الأولى" و " قيمة القيم" و " حوار التواصل " ...

ج‌-      مصدر النص: أخذ من  كتاب "حوار التواصل من أجل حوار معرفي عادل" الصادر عن دار وليلي للطباعة و النشر  الطبعة السادسة سنة 2000 . ص5 و ما بعدها (بتصرف).

د-شكل النص: النص نثري يتألف من مجموعة من الفقرات.

ه-نوع النص و نمطه : مقالة حجاجية.

2-ملاحظة النص

أ‌-        العنوان: مركب عطفي يتكون من اسم معطوف ( الثقافة) و اسم معطوف عليه (التكنولوجيا). و يوحي بالعلاقة القائمة بين التكنولوجيا باعتباره علم التقنية الحديثة و الثقافة باعتبارها إرثا إنسانيا قديما متجددا  عبر التاريخ، و هما معا من إنتاج الإنسان، و يتفاعلان بشكل واضح في العصر الراهن مع هيمنة سلطة التكنولوجيا على عناصر الثقافة

ب‌-     بداية النص: تشير إلى أن مشكلة التقدم التكنولوجي لن يعالجها استيراد التقنيات الأجنبية و إدخال العلوم التطبيقية الجاهزة .

ج‌-      نهاية النص: تؤكد على أن غياب الحقوق و الحريات العامة هو سبب هجرة القدرات العلمية و الفنية إلى الغرب.

د‌-       علاقة العنوان بالبداية و النهاية: تربط بين هذه العتبات علاقة توضيح و تفسير، حيث أن بداية النص و نهايته توضحان و تفسران العلاقة القائمة بين التكنولوجيا و مكونات الثقافة.

ه‌-       بناء الفرضية: انطلاقا من المؤشرات التي تمت ملاحظتها، نتوقع أن يتناول الكاتب في مقالته مفهوم التكنولوجيا و  تفسير علاقته بالثقافة.

ثانيا: القراءة التوجيهية (فهم النص)

1-      الشرح السياقي: التكنولوجيا : علم التقنية / تستحث : تسرع / الابتكار : الإبداع/ استيعاب : فهم و إدراك / أدمغته: أطره العلمية العالية الكفاءة.  

2-      القضية المركزية: تعالج المقالة قضية حجاجية مفادها تفسير العلاقة بين التكنولوجيا و مكونات الثقافة، و ضرورة حماية خصوصيات الثقافة أمام سلطة علوم التقنية الحديثة.

3-      القضايا الفرعية:

     + التقدم لا يتحقق باستيراد التقنيات فقط، بل لا بد من فسح المجال للإبداع و الدعم الثقافي و الاجتماعي.

     + العلم و التقنية من المكونات العضوية في الثقافة يجب دمجهما في البيئة الثقافية التي ينتميان لها و العمل على تجديدها.

    + عدم إمكانية نقل التكنولوجيا إلا باكتساب المعرفة و تنشيط الابتكار وفق النسق الثقافي السائد.

    + اليابان نموذج لنجاح استيراد التكنولوجيا بواسطة التحليل و إعادة التركيب بما يتماشى مع خصوصياتها الثقافية.

   + الإرادة السياسية و ضمان الحرية من الأسباب الكفيلة لإسهام الشباب العربي المسلم في الإبداع التكنولوجي و وقف نزيف الهجرة إلى الخارج.

ثالثا: القراءة التحليلية

1-      الحقول المعجمية و الدلالية

أ‌-        توزع معجم النص بين حقلين دلاليين، يمكن رصدهما من خلال الجدول التالي:

حقل التقنية

حقل الثقافة

التقدم التكنولوجي – التقنيات – العلوم التطبيقية – العلم  و التقنية الجديدة – التجديد – الإبداع – نقل العلوم – نقل التكنولوجيا – المنتج التكنولوجي -  التقنية – الابتكار – الإبداع التكنولوجي – كبار المتخصصين في المراكز التكنولوجية ...

المكونات العضوية في الثقافة – البيئة الثقافية – اكتساب المعرفة – نسق ثقافي – القيم الثقافية – الفكر العلمي – انصهار العلم و الثقافة – القيم المجتمعية – الخصوصية اليابانية – ذوق الإنسان الياباني في الحياة – المواهب العلمية و الفنية – القدرات العلمية      و الفنية – عرب مسلمون – الحقوق – الحريات العامة  ...

ب‌-     العلاقة القائمة بين الحقلين الدلاليين: تقوم العلاقة بين الحقلين على الترابط و التفاعل، بحيث أن المشروع التكنولوجي يحتضنه النسق الثقافي من جهة، و التكنولوجيا تحاول أن تمارس سلطتها على مكونات الثقافة بفضل ما توفره للإنسان في مجالات حياته من جهة أخرى.

2-      البنية الحجاجية في النص

أ‌-        الخطاطة الحجاجية:

+ الأطروحة: تبني التكنولوجيا سبيل لتحقيق التقدم و التنمية.

+ الأطروحة النقيض: نقل التكنولوجيا و استيرادها يحد من الخلق و الإبداع .

+ نتيجة الحجاج: الإرادة السياسية و احترام الحريات، و توفير البيئة الثقافية الملائمة من أهم شروط التمكن من التكنولوجيا.

ب‌-     الأساليب الحجاجية المنطقية: اعتمد الكاتب أساليب تفسيرية بحمولة حجاجية منطقية تتمثل في ما يلي:

+ أسلوب الشرح و التفسير : و نفهم من هذا أن أكبر كذبة هي ما يسمى بنقل العلوم و التكنولوجيا/ فما يتم نقله...هو مجرد مواد عفّى عليها الزمن../ و هذا ما أسميه بانصهار العلم و الثقافة...

+ أسلوب الاستشهاد: إن اليابانيين سلكوا في استيراد التكنولوجيا مسلكا فريدا بحيث اتجهوا إلى تحليل المواد المستوردة بهدف فهم آلياتها...

+ أسلوب الاستنتاج: فهناك إذن إبداع ذاتي....

+ أسلوب التعليل:...لأنهما نتاج نسق ثقافي/ و لهذا نجد أن اليابانيين بالرغم مما يشاع عنهم لم ينقلوا التكنولوجيا.        

ج‌-      الأساليب الحجاجية اللغوية: و تتمثل فيما يلي:

+ أسلوب التوكيد: إن مشكلة التقدم التكنولوجي.../ إن الأمر الأساس .../ إن العلم و التقنية ../ إن اليابانيين سلكوا في استيراد ...

+ أسلوب الإضراب: ... بل القيم الثقافية هي المحرك الأساس...

+ أسلوب النفي: لا يمكن... / ليس هناك شيء..

+ أسلوب الشرط: و بدون هذا الإبداع الذاتي لا يمكن التحدث عن التكنولوجيا...

+ أسلوب الحصر: ...فلا يمكن للتقدم أن يتحقق...إلا بالإبداع و الدعم/و هما لا يصبحان مرتبطين ...إلا إذا تم دمجهما..

+ أسلوب الإضافة: فضلا عن استيراد الفنيين...

      د – منهجية بناء النص و عرض أفكاره: اعتمد الكاتب منهجا استنباطيا، حيث انتقل من العام إلى الخاص، مستهلا مقالته الحجاجية بسلبيات استيراد التكنولوجيا، و انتقل إلى عرض الجوانب الجزئية للقضية فيما يخص النسق الثقافي و الإبداع و التقنية، ثم اختتم مقالته بإبراز شروط نجاح استيراد التكنولوجيا في العالم الربي الإسلامي.

3- لغة النص و وظيفتها: وظف الكاتب في مقالته لغة تقريرية تتناسب و نوع النص و موضوعه، و تقوم على هيمنة الجمل الخبرية، هدفها التوضيح     و التفسير و الإقناع، و بالتالي فهي خالية من الصور البلاغية القابلة للتأويل.

4-      الخطاطة التواصلية:

أ‌-        المرسل: الكاتب المغربي المهدي المنجرة.

ب‌-     المرسل إليه: القارئ بصفة عامة، والقارئ العربي بصفة خاصة.

ج‌-      الرسالة: شروط نجاح استيراد التكنولوجيا في العالم العربي الإسلامي .

رابعا: تركيب النص

         ينتقد الكاتب في مقالته الحجاجية خرافة نقل التكنولوجيا بالشكل الإسقاطي باعتبارها تضلل فهمنا للعلاقة بين العلم و التكنولوجيا من جهة،        و بينها و بين انساق القيم من جهة أخرى، فنقل التكنولوجيا إلى الدول النامية ينحصر بكل بساطة في شراء أدوات و آلات و فتح المجال أمام مشاريع.       و يبقى ذلك مجرد إجراء شكلي يعمق الهوة بين الدول المصنعة و تلك الدول السائرة على طريق النمو، طالما لم تستع هذه الأخيرة تفكيك آليات التكنولوجيا و إعادة تركيبها و شحنها بقيم أخرى علمية و تقنية و ثقافية تسمح بالتعددية الإبداعية، و تضمن مشاركة الدول النامية في بناء المشهد الحضاري العالمي باعتبارها دولا ذات الصلة. و قد توسل الكاتب بمنهجية استنباطية و لغة تقريرية مشبعة بأساليب حجاجية منطقية و أخرى لغوية باستثناء بعض الومضات الجميلة المشرقة حين تنزاح اللغة عن مدلولها المباشر دون أن تفقد وظيفتها الإفهامية الدقيقة و الإقناعية، كما وظف معجما يتوزع بين حقلي التكنولوجيا و الثقافة، و دلالات التنويه و الانتقاد.

ليست هناك تعليقات: